بحبك يا طيبة .. بحبك يامصر

..قالت :قل لى كلام فى الحب ياشاعر قلت لها: فى عشقك المجنون تعطلت لغة الكلام..! من ديوان همسات حائــرة(حسين الشــاعر)

تابع القراءة...

الثلاثاء، سبتمبر 22، 2009

0



(4)
حكايات هدهد رحال


،كانت الليلة مقمرة ويكاد ضوئها ان يوحى للرائى والسائر ان الفجر اوشك ان يسطع
رغم ان ساعة المحطة القريبة من الشارع الذى يمر فيهاعماد ماندو _هكذا كان يحب ان يناديه الاصدقاء والمقربين له_تدق لتعلن الساعة الثانية صباحا ،ويبدوا عليه من طريقة السير فى الطريق انه فى حالة من النشوة والانبساط فكان يسير بلا اتزان يمينا ويسار وهو يغنى لعبد ،المطلب
السبت فات والاحد فات وبعد بكره يوم التلات ميعاد حبيبى )
وفجاءة استوقفه زير ملئ بالماء على جانب الطريق كانه وجد شىء ضاع منه او انه يريد ان يشرب،اقترب منه ورفع غطائه الخشبي بعد ان امسك
بالكوز فى يده وما ان رفع الغطاء حتى عكس ضوء البدر صورته على صفحة ماء الزير،فمد يده واقترب براسه ليتناول قليل من الماءوما ان هبطت راسه نحو الزير صاح يشدوا
ياليل.. ياليل ..ياليل
فعاد صدى صوته اليه ليزيده نشوه وانسجام
ووقف لحظة يحدث نفسه
يجب على ان آاخذ هذا الكوز معى وفيه بعض ماء هذا الزير حتى استطيع ان اسعد كل المعازيم فى فرح صاحبى سالم وانا اغنى له ليلة غدالخميس واجعل راسه من الفرحة والانبساط امام اهل عروسته تبلغ عنان السماء
.وكان
جاءت ليلة الخميس الموعودة لتكشف عن سر النشوة والانبساط التى كان فيها عماد ليلة امس
ارتدى ملابسه وارتدى عليها بلطوة ليحميه من لسعة برد الليل وهو عائد من الفرح خاصة ونحن على ابوب فصل الشتاء
ونزل وبدل ان يذهب الى الفرح مباشرة ذهب الى المقابر مسرعا وكانه على موعد
ليصل الى مكان مهجور يشبه المقهى البلدى لكنه ليس له جدران ولا ابواب فى الهواء الطلق ولا يقدم غير المعسل والحشيش والشاى كانت المفاجئه انه يتناول الحشيش
ظل يشرب ويشرب حتى وصل الى حالة لم يستطيع معها النهوض من فوق الكرسى لكنه تماسك وقام وارتدى البلطوه وحاسب صاحب المكان المشبوه على ما تناوله
وصار فى طريقه المعتاد وهو يدند كعادته الى ان وصل عند الزير وفعل كما فعل ليلة امس وهو يغرف الماء من الزير لم ينسى ان يقول
ياليل.. ياليل ..ياليل
وكانه يعمل بروفه جنرال قبل بدء العرض النهائى الذاهب اليه
اخذا معه الكوز بعد ان ملاءه من ماء الزير ووضعه فى جيب البلطوة الداخلى وظل يسير على قدميه الى ان
وصل الى الفرح فقد كان قريب من الشارع الذى يوجد فيه الزير
وما ان رائه سالم حتى ظهرت علي وجهه علامات السرور به ولم يمهله ولو قليلا للاسترا حة من المشوار
فصعد الى مسرح الفرح وبدء يقدم صاحبه
انا اشكر كل اللى شرفونى واسعدونى بالحضور ويسعدنى ان اقدم لكم مفجاة الليلة
صحبى وحبيبى المطرب الصاعد الواعدعماد ماندو
صاروخ الاغنية الشعبية اللى قبل ما ينزل شريطه الجديد الى السوق ارد ان يكون فرحى هو صاحب اول ظهور له
وكل اللى عايزه منكم هو قليل من الهدوء حتى نستمتع جميعا بصاحب الصوت الساحر
اتفضل اخى ماندو
صعد عماد الى المسرح صعود الواثق من نفسه،وقف لحظة ينظر الى المتواجدون وهم ينظرون اليه فى شغف
وفجاة مد يديه فى جيب البلطوه ليخرج الكوز
مما زاد المتفرجين دهشة وكانه ساحر وليس مطرب
اخرج الكوز ونظر فيه وطاطء راسه تجهه
وبدء يشدو ( من غير ان يلتفت حتى للموسيقين خلفه ليشير لهم انه سيبدء
ياليل ..ياليل..ياليل
فاستغرب كل الموجودين المشهد فى سكون غريب كالذى يسبق العاصفة
ولم يعرف صاحبه سالم كيف يتصرف فى هذا الموقف المحرج الذى يظهر عليه ماندو وهو يبدوا وكانه اسطوانة وعلقت تحت ابرة الجرامافون
حتى ظهر رجل ضخم بجلباب من المدعوين وقال :لاادرى ماذا نفعل معك
واعتلا المسرح وقال عقاب هذا الماندوا الوحيد هو ان يبلل كل واحد من الموجدين هنا كفه من الكوز ويصفعه على قفاه وبدء هو بنفسه وبعده وقف لينظم المرور اليه
وكلما صفع احد الموجدين عماد على قفاه
قال عماد: الحمد لله
مع كل صفعة يقول:الحمد لله
فاندهش الرجل باستغراب وقال له:كل هذا الضرب وتقول الحمد لله
قال له: الحمد لله على انى لم احضر الزير معى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

;